کد مطلب:109810 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:141

خطبه 092-خبر از فتنه











ومن خطبة له علیه السلام

وفیها ینبِّه أَمیر المؤمنین علی فضله وعلمه ویبیّن فتنة بنی أُمیّة

أَمَّا بَعْد، أَیُّهَا النَّاسُ فَإِنِّی فَقَأْتُ عَیْنَ الْفِتْنَةِ، وَلَمْ یَكُنْ لِیَجْتَرِیءَ عَلَیْهَا أَحَدٌ غَیْرِی بَعْدَ أَنْ مَاجَ غَیْهَبُهَا، وَاشْتَدَّ كَلَبُهَا. فَاسْأَلُونی قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِی، فَوَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لاَ تَسْأَلُونی عَنْ شَیْء فِیَما بَیْنَكُمْ وَبَیْنَ السَّاعَةِ، وَلاَ عَنْ فِئَة تَهْدِی مائةً وَتُضِلُّ مائةً إِلاَّ نَبَّأْتُكُمْ بِنَاعِقِهَا وَقَائِدِهَا وَسَائِقِهَا، وَمنَاخِ رِكَابِهَا، وَمَحَطِّ رِحَالِهَا، وَمَنْ یُقْتَلُ مِنْ أَهْلِهَا قَتْلاً، وَمَنْ یَمُوتُ مِنْهُمْ مَوْتاً. وَلَوْ قَدْ فَقَدْتُمُونِی وَنَزَلَتْ كَرَائِهُ الاُْمُورِ، وَحَوَازِبُ الْخُطُوبِ، لاََطْرَقَ كَثِیرٌ مِنَ السَّائِلِینَ، وَفَشِلَ كَثِیرٌ مِنَ المَسْؤُولِینَ، وَذلِكَ إِذَا قَلَّصَتْ حَرْبُكُمْ

، وَشَمَّرَتْ عَنْ سَاق، وَضَاقَتِ الدُّنْیَا عَلَیْكُمْ ضِیقاً، تَسْتَطِیلُونَ أَیَّامَ الْبَلاَءِ عَلَیْكُمْ، حَتَّی یَفْتَحَ اللهُ لِبَقِیَّةِ الاَْبْرَارِ مِنْكُمْ. إِنّ الْفِتَنَ إِذَا أَقْبَلَتْ شَبَّهِتْ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ نَبَّهَتْ، یُنْكَرْنَ مُقْبِلاَت، وَیُعْرَفْنَ مُدْبِرَات، یَحُمْنَ حَوْمَ الرِّیَاحِ، یُصِبْنَ بَلَداً وَیُخْطِئْنَ بَلَداً. أَلاَ وَإِنَّ أَخْوَفَ الْفِتَنِ عِنْدِی عَلَیْكُمْ فَتْنَةُ بَنِی اُمَیَّةَ، فإِنَّهَا فِتْنَةٌ عَمْیَاءُ مُظْلِمَةٌ: عَمَّتْ خُطَّتُهَا، وَخَصَّتْ بَلِیَّتُهَا، وَأَصَابَ الْبَلاَءُ مَنْ أَبْصَرَ فِیهَا، وَأَخْطَأَ الْبَلاَءُ مَنْ عَمِیَ عَنْهَا. وَایْمُ اللهِ لَتَجِدُنَّ بَنِی أُمَیَّةَ لَكُمْ أَرْبَابَ سُوْء بَعْدِی، كَالنَّابِ الضَّرُوسِ: تَعْذِمُ بِفِیهَا،وَتَخْبِطُ بِیَدِهَا،وتَزْبِنُ

بِرِجْلِهَا، وَتَمْنَعُ دَرَّهَا، لاَ یَزَالُونَ بِكُمْ حَتَّی لاَ یَتْرُكُوا مَنْكُمْ إِلاَّ نَافِعاً لَهُمْ، أَوْ غَیْرَ ضَائِر بِهِمْ، وَلاَ یَزَالُ بَلاَؤُهُمْ حَتَّی لاَ یَكُونَ انْتِصَارُ أَحَدِكُمْ مِنْهُمْ إِلاَّ مثل انْتِصَارِ الْعَبْدِ مِنْ رَبِّهِ، وَالصَّاحِبِ مِنْ مُسْتَصْحِبِهِ، تَرِدُ عَلَیْكُمْ فِتْنَتُهُمْ شَوْهَاءَ مَخْشَیَّةً، وَقِطَعاً جَاهِلِیَّةً، لَیْسَ فِیهَا مَنَارُ هُدیً، وَلاَ عَلَمٌ یُرَی. نَحْنُ أَهْلَ الْبِیْتِ مِنْهَا بنجاة، وَلَسْنَا فِیهَا بِدُعَاة، ثُمَّ یُفَرِّجُهَا اللهُ عَنْكُمْ كَتَفْرِیجِ الاَْدِیمِ: بِمَنْ یَسُومُهُمْ خَسْفاً، وَیَسُوقُهُمْ عُنْفاً، وَیَسْقِیهِمْ بِكَأْس مُصَبَّرَة، لاَ یُعْطِیهِمْ إِلاَّ السَّیْفَ، وَلاَ یُحْلِسُهُمْ إِلاَّ الْخَوْفَ، فَعِنْدَ ذلِكَ تَوَدُّ قُرَیْشٌ ـ بِالدُّنْیَا وَمَا فِیهَا ـ لَوْ یَرَوْنَنِی مَقَاماً وَاحِداً، وَلَوْ قَدْرَ جَزْرِ جَزْور، لاَِقْبَلَ مِنْهُمْ مَا أَطْلُبُ الْیَوْمَ بَعْضَهُ فَلاَ یُعْطُونِیهِ!